كتب عن نشأة التفسير وتطوره


د. سارة سمير

يعد علم التفسير من أشرف العلوم ، وأجلها حيث أنه يهتم بتفسير كلمات أعظم كتاب على وجه الأرض وهو القرآن الكريم، الذي أنزله الله – تبارك وتعالى – على أشرف الخلق ، والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – الأمر الذي يجعل الاهتمام به ضروري على كل مسلم ، ليفهم معاني كلمات القرآن الكريم ، فإن فهم معاني الآيات يجعلها تستقر في الصدر، وتساعد المسلم على العمل بها في دنياه .

ماهو علم التفسير:

يعرف علماء اللغة التفسير على أنه  مصدر الفعل الثلاثي (فَسَّرَ) ، والجمع منه (تفسيرات) ، و(تفاسير) ، ويدل على : الشرح ، والبيان ، والتأويل ، والإيضاح ، أما عن معنى علم التفسير فهو : توضيح معاني القرآن الكريم ، وبيان وجوه البلاغة ، والإعجاز فيه ، وبيان ما انطوَت عليه الآيات من أسباب النزول ، والأحكام ، والعقائد ، والحِكم ،  وهناك الكثير من التعريفات الأخرى التي أشار لها العلماء مثل : [1]

  • تعريف  الأصفهانيّ  الذي يقول فيه أن معنى التفسير هو : إظهار المعنى المعقول .
  • أما عن المعنى الذي أشار به الإمام السيوطي فكان : العلم بأسباب نزول الآيات ، والوقائع ، والقصص ، والأحداث التي نزلت فيها ، والعلم بالمُتشابِه ، والمُحكَم منها ، والمكّي والمدنيّ، والناسخ والمنسوخ، والخاص والعام، والحلال والحرام، والمُجمَل والمُفسَّر، والوعد والوعيد المذكور فيها، وأمثالها، وعِبَرها،
  • وقال أبو حيّان أنّ التفسير هو : البحث في الكيفيّة التي تُنطَق بها كلمات القرآن الكريم، وتراكيبه، وما تُشير إليه من مَدلولات.
  •  وورد عن  الزركشيّ، إنه قال إنّ التفسير هو : العلم الذي يُفهَم من خلاله المُراد من كتاب الله -تعالى- الذي أنزله على نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وبه تتبيّن معانيه ، وتُستنبَط أحكامه ، ويُعرَف الناسخ والمَنسوخ ، وتُستخرَج منه أصول الفقه ، وعلم القراءات ، ونحو ذلك .

كتب عن نشأة التفسير وتطوره:

  • التفسير والمفسرون : يعد هذا الكتاب من أوائل الكتب التي اهتمت مراحل ، نشأة علم التفسير على  مر العصور ، كم أن الإمام الذهبي – رحمه الله – يذكر فيه أغلب المفسرين القدماء ، وفي العصر الحديث ، الذين تمكنوا من معرفة تفسير الآيات وفق ما ذكر الصحابة ، والتابعين – رضي الله عنهم- كما أنه يذكر جميع الكتب التي يمكن أن يأخذ منها الإنسان التفسير منذ عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحتى عصرنا الحالي .
  • بحوث في أصول التفسير ومناهجه : يعد في المرتبة الثانية بعد كتاب التفسير والمفسرون ، حيث أنه يحتوي على يقسم في صفحاته ، كل الأصول التي أعتمد عليها المفسرون منذ عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وحتى عصرنا الحالي  ، حتى يصلوا إلى فهم رائع للقرآن الكريم .
  • دراسات في التفسير وأصوله دكتور / محيي الدين البلتاجي : هذا الكتاب الرائع يعد من أهم المراجع للأستاذة ، والدارسين لعلم التفسير ، وأصوله حيث أنه يتحدث عن كل ما مر به الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين من مراحل حتى يستطيعون تفسير القرآن الكريم ، والأصول التي أعتمد عليها المفسرون في تفسيرهم . [2]
  • دراسات في القرآن الكريم للدكتور / السيد أحمد خليل
  •   التفسير ورجاله الشيخ / محمد الفاضل بن عاشور
  • علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه، للدكتور عدنان محمد زرزور
  • المنار في علوم القرآن محمد على الحسن
  • تفسير الثعالبي/ الجواهر الحسان في تفسير القرآن
  • علم التفسير لمحمد الذهبي
  • كتاب محاضرات في علوم القرآن – غانم قدوري [3]

مراحل تطور علم التفسير وزمنها ومنهجها

مراحل نشأة علم التفسير وتطوره كانت ثلاثة مراحل بدأت بعهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وانتهت بالعصر الحديث الذي نعيش فيه وهذه المراحل هي :  [3]

التفسير في عهد النبيّ وأصحابه

 
كان القرآن في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – يفسر نفسه ، حيث أن الله – عز وجل- كان ينزل الآيات على نبيه وفق الحوادث التي تقع ، و أن كان هنا غموض في الآيات فأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يوضحه لأصحابه ، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم – يأخذون التفسير من النبي -صلى الله عليه وسلم – بذاته ، ومثال على ذلك تفسيرُه قولَ الله -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)؛ إذ قال: (فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ) ، وقد أصبح هناك الكثير من الصحابة الذين يشغلهم فقط تفسير القرآن الكريم ، حتى وصل عدد هؤلاء الصحابة – رضي الله عنهم – إلى ستة عشر صحابي ، وقد كانوا أكثر الناس علماً بتفسير معاني القرآن بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان من بينهم زوجته عائشة – رضي الله عنها – كما أن من الصحابة من أجتهد أكثر ، وأكثر في الرواية عن النبي – صلى الله عليه وسلم – والتعلم منه وهم :  : عبدالله بن عباس ، وعبدالله بن مسعود ، وعلي بن أبي طالب ، وأبيّ بن كعب -رضي الله عنهم أجمعين- ، وبعد أن فتح الله على المسلمين ، وانتشرت دولة الإسلام أصبحت هناك مدارس لتعليم التفسير  فكان ابن عبّاس في مكّة ، وأبيُّ بن كعب في المدينة ، وعبدالله بن مسعود في الكوفة .
 

التفسير في عهد التابعين

هذا العصر الذي تلي عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – والتابعي هو من لم يرى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ولكنه يمكن أن يكون قد رأي الصحابي ونقل عنه ، وبتلك الطريقة كان تفسير القرآن يحفظ من الضياع ، وظل المسلمون على ذلك ، كما أنهم اجتهدوا في هذا الفترة في معرفة أدق معاني القرآن الكريم ، كان مصدرهم الأول هو القرآن الكريم ذاته ، وبعده سنة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – . [4]

التفسير في  عصر التدوين وحتى العصر الحديث

بدأ التدوين مع بداية  القرن الثاني الهجريّ وكان ذلك بالتزامن مع تدوين الحديث الشريف ؛ وفي هذه الفترة كان العلماء حريصين على الدين ، وعلى تدوينه كما جاء عن الصحابة -رضي الله عنهم – لذلك فأنهم كانوا يضعون تفسير القرآن الكريم في أبواب كتب الحديث الشريف ، ولا يقبلون تفسير الآيات ، أو الكلمات إلا بالإسناد مثل ما يفعل مع الحديث الشريف ،  أي بذِكر سَنَد الأحاديث ، والأقوال المذكورة ، ثم بعد فترة من الوقت أصبح هناك كتب مخصوصة لتفسير القرآن الكريم  ، وفصلت كتب الحديث عنها تماماً ، وكان استقلال علم التفسير على أيدي عدد من العلماء ، مثل :  جرير الطبريّ ، وابن ماجة ، ولكن التفسير في هذه الفترة يعاب عليه أنه كان معتمداً في المقام الأول على العقل ، أي أنه ذهب إلى الناحية المذهبية العقلية .

ولكن نجد أن هذا الأمر أختفي كلياً في العصر الحديث حيث بدأ علماء التفسير بأخذ منحى علمي ، واعتمدت على نظريات علمية ، وحقائق ثابتة ، وعلى أحاديث الصحابة وتفسيرهم ، كما أشار بدرجة كبيرة إلى الأعجاز في القرآن الكريم ، وكيف أن هناك الكثير من الأشياء التي أكتشفها العلم الحديث هي موجودة بالفعل في آيات القرآن منذ آلاف السنوات وكان من بين هذه المراجع  : تفسير المنار لمحمد رشيد رضا ، تفسير المراغي ، والتفسير الحديث . [5]


تابعوا آخر الأخبار من قرٱن بريس على Google News

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة قرٱن بريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري .

تعليقات الزوار 0


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي قران بريس